بستان العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا اله الا الله محمد رسول الله


    الملاعب الجزائرية بين العنف الجسدي و«العنف الثقافي .. منــقول

    avatar
    kmoohamedkarim


    المساهمات : 24
    تاريخ التسجيل : 07/11/2010

    الملاعب الجزائرية بين العنف الجسدي و«العنف الثقافي .. منــقول Empty الملاعب الجزائرية بين العنف الجسدي و«العنف الثقافي .. منــقول

    مُساهمة  kmoohamedkarim الأربعاء نوفمبر 10, 2010 9:53 am

    لم تكن الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، في الجزائر، بعيدة عن التطورات السياسية، بل هي لصيقة بها، وتكاد تكون مرآة صادقة لمتغيراتها. وبمقدار ما كانت الحياة السياسية تضغط على المواطنين، كان العنف يتصاعد بين اللاعبين، لا بل وفي علاقتهم بالجمهور. وحين شاهد الجزائريون مواطنهم، النجم زين الدين زيدان، في نهائيات كأس العالم، ينطح زميله في الملعب في صدره، ربما شعروا أكثر من أي وقت مضى انه يشبههم، وأنه ينتمي اليهم وإلى تاريخهم.


    يشاع عندنا لفظ «نبض الشارع»، للتعبير عن الميول الدفينة لأي شعب أو جماعة مقابل الثقافات الرسمية التي تحاول السلطات تكريسها بكل الوسائل. والملاحظ أن هناك ما يمكن تسميته «نبض الملعب». فالملاعب الرياضية أضحت منتجا حقيقيا للكثير من القيم الثقافية الجديدة. ومن القيم السلبية المعروفة والتي أعيد انتاجها في ملاعبنا «العنف» بكل أشكاله. والملاعب الجزائرية لا تخلو من هذا العنف الذي تعدى الجسدي منه ليتحول إلى ما يمكن تسميته «العنف الثقافي»:

    معروف عن الفرق الرياضية لكرة القدم خاصة في الجزائر أنها جاءت، كرد فعل على الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، وجاءت تسميات الفرق الرياضية لتدعم هذه المقاومة والتعبير عن الهوية العربية الإسلامية، وزيادة على تسميات من قبيل «مولودية» الذي يحيل إلى مرجعية دينية إسلامية (نسبة إلى المولد النبوي الشريف)، وهي تسميات ألصقت بالكثير من الفرق الجزائرية مثل: مولودية الجزائر العاصمة، مولودية وهران، مولودية قسنطينة، مولودية سعيدة، مولودية باتنة،... والاتحاد والترجي والوداد، وغيرها من التسميات التي أضيف إليها كلمة اسلامي للتفريق بين ما هو عربي ـ أمازيغي من جهة، وما هو أوروبي من جهة أخرى. ولما جاءت ثورة نوفمبر التحريرية استعملت الرياضة بشكل موفق جدا، وطلب قادة الثورة من الجزائريين الذين كانوا يلعبون في كبرى الأندية الأوروبية من أمثال عبد الحميد كرمالي ورشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني وغيرهم الالتحاق بالثورة، وذلك بتشكيل فريق جبهة التحرير الجزائرية الذي دافع عن القضية الجزائرية. وكان بعض من هؤلاء مرشحا للعب ضمن المنتخب الفرنسي في مونديال السويد 1958، لكنهم ضحوا بكل شيء والتحقوا بالثورة، وساهمت الرياضة مع «العنف الثوري» في تحرير الجزائر من الاستعمار.

    ولما جاء الاستقلال استمرت العلاقة بين كرة القدم والعنف بطريقة عجيبة. ومن غرائب الصدف أن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس أحمد بن بلة تم وبن بلة يتابع مباراة في كرة القدم في ملعب وهران بين الجزائر والبرازيل ومن ساعتها سمي الملعب بـ «ملعب 19 جوان» (تموز- يوليو)، وهو تاريخ الانقلاب. وعندما انحسرت وسائل التعبير بعد ذلك، نما نوع من العنف الجسدي والعنف اللفظي في الملاعب الجزائرية. فزيادة على المعارك الجسدية التي كانت بين اللاعبين وحتى مع الجماهير، انتشرت الكثير من الأهازيج العنيفة مثل: «رابحين قاتلينكم.. خاسرين قاتلينكم» (سوف نقتلكم سواء انتصرنا عليكم في اللعبة أم خسرنا)، و«الدخلة دخلتوا والخرجة منين» (لقد دخلتم إلى الملعب لكن من أين ستخرجون؟) وهو نوع من التهديد والوعيد بلغة فيها نوع من شعرية العنف.

    في نهاية فترة حكم هواري بومدين، جاء ما سمي بـ «الإصلاح الرياضي» متناغما مع الثورات الثقافية والزراعية والصناعية، وألحقت النوادي بشركات صناعية وغابت العبارات الشعرية من التسميات أو أصبحت تسميات النوادي فيها شيء من العنف مثل: «جمعية إلكترونيك تيزي وزو، ووفاق الخشب والفلين للقل، وجيل سكاكين برج منايل، وغيرها من التسميات التي حملها "الإصلاح الرياضي». وهي التسميات التي التصقت بالنوادي لأكثر من عقد من الزمن، تخللها تألق للمنتخب ولبعض النوادي في المنافسات القارية والدولية وكانت نهايتها مليئة بالعنف والمشادات بين الجماهير. وقبل انفجار العنف الأكبر مع أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 1988 أعلن وزير الشباب والرياضة ساعتها عن تغيير التسميات المعتمدة التي لا تمت للرياضة بصلة بل وربما تكون قد ساهمت في انتشار ثقافة العنف، وعادت كل النوادي إلى التسميات الأصلية، لكن ثقافة العنف تواصلت بشكل آخر، وخرج العنف من الملاعب إلى المدن والشوارع والممرات.

    والغريب في الأمر أن التسميات العنيفة التي انتزعت من أسماء النوادي، حلت محلها تسميات أكثر عنفاً على مناصري النوادي، وقد وضعها المشجعون أنفسهم، وأصبح بموجب ذلك للأنصار أسماء. فأنصار «اتحاد الحراش» يسمون «الكواسر» وهي التسمية المستمدة من الفنتازيا التاريخية المعروفة، وأنصار «أهلي البرج» يسمون «الجراد الأصفر» (الذي يأتي على الأخضر واليابس)، وأنصار «مولودية الجزائر» سموا أنفسهم في البداية «الجوارح» (من الفانتازيا التاريخية) ثم تحولوا إلى «شناوة» (الصينيون وذلك لكثرة عددهم)، وبقيت الملاعب الجزائرية تتراوح بين عنف الثقافة وثقافة العنف في كل الأحوال.

    عندما أنهى النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، زين الدين زيدان مشواره الذهبي، بذلك الاستعراض العنيف، حين نطح اللاعب الإيطالي ماركو ماتيرازي، علق بعض الجزائريين الذين يعشقونه قائلين بأن نجمهم برهن أنه جزائري أصيل، وهو مشبع بثقافة جزائرية بقدر ما فيها من جمالية الفن فيها أشياء من «جمالية العنف». وفي الأخير تمر الأجيال ولكل زمن نجومه ويبقى العنف لصيقا بالرياضة، وتبقى الملاعب الجزائرية أسيرة للعنف الجسدي و«العنف الثقافي» على حد سواء.



    *ما السبب الدي جعل ظاهرة العنف في ملاعبنا في تزايد

    *ماهي أكثر الأندية التي يعرف جماهيرها بالشغب

    *ماهي أهم المقابلات التي تتسبب عادة في مثل هده المشاحنات

    *هل ترى أن السبب الحقيقي يعود الى تعصب الجماهير وحبها لفرقها أو أنها نتيجة ضغوط اجتماعية يتم

    تفريغها في الملاعب

    *ما هي أهم الوسائل لمحاربة العنف في ملاعبنا وهل نجحت الالتراس في التقليل من هده الظاهرة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 20, 2024 11:10 pm